قصص واقعية شاب وفتاة بعنوان أحببت عمياء ..!

إذا لم تكن رجلا قادرا على تحمل المسئولية، فلا تقترب على قلبها ولا تزرع بداخله محبتك.

مخطئ من قال وزعم أن التجاهل أكثر شيء يجذب المرأة تجاه الرجل، فالمرأة لا تنجذب ولا تعشق إلا رجل يكن لها الاهتمام ويحتويها قلبا وقالبا ويتسم بتحمل المسئولية كاملة، وأكثر ما تحتقره المرأة بأي الرجل تجاهلها.

من قصص واقعية شاب وفتاة:



فتاة عمياء في غاية الجمال.

أحببت عميـــــــــــاء الجزء الاول .

تعثرت قدميها وسقطت من على المدرج، سمعت صوت ضحكات عالية، استاءت حالتها ونزلت الدموع من عينيها، حاولت أن تعثر على أوراقها التي سقطت منها، كما أنها أخذت وقتا طويلا في محاولة منها للعثور على عصاها التي تتكأ عليها، لقد كانت عمياء!

ذهل الشاب واحتقر نفسها عندما وجدها تحمل عبء إيجاد أشيائها، أيقن أنها عمياء، اقترب منها واعتذر حيث أنه لم يكن يضحك عليها، وأقسم أنه كان يتحدث مع صديق له على وسائل التواصل الاجتماعي…

الفتاة: “لا عليك، لم يحدث شيء ذاو أهمية لدرجة يجعلك تعتذر مني”.

الشاب: “اعذريني فعلا، أقسم بمن أحل القسم أنني لم أقصد الضحك، أعلم أنها كانت ضحكتي في وقت غير ملائم”.

الفتاة: “اطمئن لم أتضايق، لا عليك”.

الشاب: “اثبتِ أنكِ لستِ متضايقة مني”.

الفتاة تحاول أن تكظم غيظها: ” وكيف ذلك، صدقا لست متضايقة، يمكنك الرحيل”، كانت تخشى أن تسير أمامه من جديد.

الشاب رفع ما سقط منها، وأمسك بعصاها وجعلها بيدها…

الشاب: “يمكنكِ قبول مساعدتي إن لم تكوني متضايقة كما أخبرتني”.

الفتاة: “بالفعل إنني جديدة بالجامعة، لقد انتقلنا للتو ولا أملك خلفية عن معالم الطرق والسير بالجامعة بعد”.

أمسك بالعصا بطريقة تمنعه من لمس يده بيدها، ورويدا رويدا ساعدها بالطريق حتى جلست في انتظار والدها الذي تأخر قليلا عنها، بعدما جلست لم يذهب الشاب في طريقه لكنه جلس بمكان يقرب منها خشية أن يضايقها أحد، لقد كان يشعر بالذنب العظيم تجاهها، كان كلما فكر في كيفية تعثرها أول ما سمعت ضحكته…

الشاب في نفسه: “سبحان الخالق، أبدع فصورها في أجمل صورة وهيئة، ولكن سبحانك ربي فالجمال لا يكتمل”.

وبعد قليل من الوقت جاء والدها ليأخذها، وأثناء سيرها مع والدها سمعها تقص عليه ما حدث من موقف بينها وبين غريب، وكيف لهذا الغريب في البداية أوجع قلبها بالخطأ، ومن ثم ساعدها…

والدها: “كم مرة يتوجب علي أن أخبركِ ألا تسيئ الظن فيمن حولكِ، والحمد لله يا ابنتي الدنيا مازالت بها بصيص أمل بوجود الخير بها”.

تكررت الصدفة بينهما من جديد، كانت الفتاة في جامعتها تجلس وحيدة، واستنتج الشاب أنها في انتظار والدها كعادتها، تشجع واقترب منها…

الشاب: “أتتذكريني؟!”.

الفتاة: “أعتقد أنني سمعت الصوت من قبل”.

الشاب: “أتتذكرين الشاب الذي ساعدكِ بالوصول هنا؟”

الفتاة: “نعم تذكرتك، كيف حالك؟”

الشاب: “إنني بخير، هل يمكنني أن أسألكِ سؤالا؟!”

الفتاة: “بالتأكيد يمكنك”.

الشاب: “إنكِ دوما تحملين كتابا وأوراق، هل أنتِ طالبة هنا وتدرسين؟”

الفتاة: “إنني بجامعة الهندسة هنا، أولى سنواتي بها”.

الشاب: “وكيف تدرسين وأنتِ … اعذريني”

الفتاة: “لم لم تكمل الكلمة؟، عمياء”.

الشاب: “آسف ولكنني لا أقصد شيئا سيئا أقسم بالله”.

الفتاة: “صديقاتي يصورن لي المحاضرات، وبالمنزل والدي يساعدني على المذاكرة، وبهذه الطريقة تمكنت من الوصول للجامعة هنا”.

الشاب بتردد: “سؤال أخير ولكن من الممكن أن يسبب لكِ الكثير من الإحراج، يمكنني؟!”.

الفتاة: “اسأل”.

الشاب: “هل ولدتِ هكذا أم أنه…”، وقبل أن يكمل تغير حال الفتاة كاملا واستاءت كثيرا ولكنها أجابت عن سؤاله بالرغم من الدموع التي كانت واضحة في عينيها: “إنها حادثة، كان عمري حينها عشرة أعوام، كنت ألعب في حديقة منزلنا عندما كان والدي يرحل بسيارته، وقد اصطدم بي دون أن يلاحظ ذلك، إثرها فقدت نور عيني، والدتي لم تتحمل ما حدث معي ففارقت الحياة من كثرة حزنها، ومن يومها أصبح والدي عيني التي أرى بها ويدي التي أمسك بها ورجلي التي أبطش بها، لقد ودع كل شيء بالحياة من أجلى، وكرس نفسه لخدمتي وجعلي لا أحتاج أحدا ولا شيئا”.

الشاب: “آسف للمرة الثانية، ولكني كاد الفضول يقتلني من لحظة رأيتكِ بأول مرة”.

الفتاة: “لا عليك”.



     أحببت عمياء الجزءالثاني والأخير

كان والدها ينتظرها تنهي امتحانات عامها الأول حيث أنه قام ببيع كل ما معه من ممتلكات وجمع كامل أمواله، طبيبها المختص والقائم بمتابعة حالتها منذ الصغر أعطاهما أملا جديدا، استشاري كبير خارج البلاد قد أجرى عملية مشابهة لحالة ابنته، وقد حققت نجاحا باهرا، م يتردد والدها ثانية في إجراء العملية لابنته، وما إن أنهت دراسة عامها الأول أخذها ورحل بها خارج البلاد طلبا لشفائها بإذن الله.

مكثت قرابة الثلاثة شهور، تقريبا كل إجازة الدراسة، وعندما عادت للجامعة كانت الدراسة قد بدأت منذ شهر مضى، كانت الفتاة تلتزم جديا بكل التعليمات التي أوصى بها طبيبها الأجنبي، وفور انتهاء فترة النقهة عادت لجامعتها، وكعادة والدها ذهب معها للجامعة لأنها بالنسبة إليها أول مرة تذهب إليها وهي مبصرة، تفاجأت بأن الشاب قد كان في انتظارها.

عندما رآها ذهب تجاهها على الفور فرحا سعيدا، ولكنها لم تتعرف عليه حتى نطق بأول كلماته…

الشاب: “وأخيرا قدمتِ للجامعة، لقد كدت أجن من كثرة القلق عليكِ”.

نظر إليها والدها وبالكاد يكظم غيظه، الفتاة: “أبي إنه نفس الشاب الذي ساعدني من قبل كما حكيت لك مسبقا”.

الشاب: “لقد قلقت عليكِ كثيرا، حتى أنني سألت عنكِ كل صديقاتكِ ولكنهن لا يعلمن عنكِ شيء مما زاد قلقي وحيرتي قلقا وحيرة أكثر، أرجو من الله أنكِ بخير الآن”.

والد الفتاة أوشك على إخباره بالسفر خارجا من أجل تلقيها العلاج، ولكن الفتاة بطريقة خفية نبهت والدها ألا يخبره شيئا، فهمها والدها، الفتاة: “ظروف الحياة، ولكننا الآن الحمد لله بخير”.

الشاب: “يمكنني أن أتحدث معكَ في شيء مهم للغاية يا عمي”.

والد الفتاة: “بكل تأكيد”.

ذهبا بعيدا عن الفتاة…

الشاب: “بكل اختصار أريد يد ابنتك للزواج”.

الوالد: “نعم؟!” بتعجب وذهول شديدين.

الشاب: “لقد أحببتها لما فيها من صفات جميلة، صفات لو بحثت في كل العالم لن أجد مثيلها في فتاة غيرها، لقد استحوذت على قلبي وعقلي لدرجة أنني كنت أشعر أن روحي تغيب شيئا فشيئا بابتعادها؛ لم أتعرف عليها إلا من بعيد ولكن بطيبة قلبها واحترامها ودينها ورضاها بنصيبها جعلتني أجد أنني لن أكتمل إلا بها ومعها”.

الوالد: “يا بني إن الشاب عندما يفكر في الزواج يريد زوجة تعينه على أمور حياته، أما ابنتي فتقريبا أنا من يفعل لأجلها كل شيء، ابنتي بطبيعة حالتها لا تفعل شيئا، فكيف ستتخذها زوجة؟!”

الشاب: “إنني ميسور الحال، أملك الكثير من الأموال، لقد توفي والدي من ثلاثة شهور مضت وترك لي كل ما جمعه طوال حياتي، سأكرث من أجلها كل حياتي وكل أموالي، وبالنسبة لمشكلتها سأسافر بها خراج البلاد، وإن شاء الله نجد حلا حتى وإن كلفني حياتي بأكملها، صدقا اقبلني زوجا لها ولن تندم على موافقتك طوال حياتك، أعدك بذلك والله على ما أقول شهيد”.

الوالد: “كما تريد يا بني، يمكنك القدوم للمنزل وقتما تريد”.

الشاب: “ليس لي أهل، فكما أخبرتك توفي والدي ووالدتي في حادث منذ ثلاثة شهور”.

الوالد: “غفر الله لهما، لا تحزن يا بني بإمكانك اعتباري كوالدك”.

الشاب: “هذا ما أتمناه بالفعل”.

وبنفس اليوم مساءا ذهب الشاب بعدما اتصل وأعلم والد الفتاة واستأذن منه لقدومه لمنزله، كانت الفتة في أجمل هيئة وصورة لها، لقد ارتدت فستانا ما أجمله، فكانت كالقمر ليلة اكتماله، فوجئ الشاب بأنها تبصر…

الشاب: “إنكِ تبصرين، هل عيوني ما تراه حقيقة أم من كثرة ما تمنيت هيأت لي ذلك؟!”

الفتاة بابتسامة خفيفة يشوبها الخجل: “الحمد لله لقد أنار الله عيوني من جديد”.

الشاب: “الحمد لله الذي عوضني بكِ وأسعد بكِ قلبي بعد كل المعاناة التي عشتها بعد فقد والداي في الحادث”.

الفتاة: “لقد أخبرني والدي، رحمهما الله اعذرني فلم أكن أعلم، لقد كنا بالخارج من أجل إجراء العملية الجراحية”.

الشاب: “الحمد لله الذي وهبني الفتاة الوحيدة التي تمنيتها طوال عمري، وعوضني بها عن كل شيء قاسي بالحياة”.

تزوجا وانتقلت الفتاة ووالدها أيضا لمنزل زوجها، عهد لخبرة والد زوجته والذي اعتبره كوالده الراحل، عاشا في محبة وود حتى رزقهما الله بتوأم ولد وبنت، أسمياهما على اسمي والديه الراحلين.

لا تنسي المشاركة اذا اعجبتك القصة 

1 تعليقات

أحدث أقدم